Saturday, May 5, 2007

الطيارون الذين دمروا المفاعل العراقي يتحدثون

العقيد زئيف راز
بمناسبة مرور 25 عاما على تدمير المفاعال النووي العراقي بي بي سي تتحدث الى أربعة من الطيارين الذي شاركوا في الغارة على المفاعل.
لو كان تقييم قائد المهمة العقيد زئيف راز للمخاطر التي قد تواجه الطيارين المشاركين في الغارة على المفاعل النووي العراقي دقيقا لكان أحد الطيارين اضطر الى القفز من طائرته فوق بغداد وطيار اخر كان سينتظر في الصحراء وصول مروحيات اسرائيلية لانقاذه.
ما كانت خسارة طائرتين في المهمة لتعتبر ثمنا باهظا في نظر طياري القاذفات الثمانية من طراز اف-16 والطائرتين المرافقتين من طراز اف-15.
البعض كان يعتقد انهم بمهمتهم يقطعون الطريق على "مذبحة جديدة لليهود".
وقال العقيد المتقاعد راز: "لا أحد كان يعتقد ان جميع الطائرات ستعود الى قواعها سالمة. لا أحد. لقد ذهلنا من عودة الطائرات جميعها دون أدنى خدش".
العقيد راز هو الوحيد بين الطيارين الذي وافق على الكشف عن اسمه، بينما تحدث الطيارون "ا" و "ب" و "ج" بشرط عدم ذكر أسمائهم لأسباب أمنية.
"لقد ذهلنا من عودة الطائرات جميعها دون أدنى خدش" العقيد المتقاعد زئيف راز
أحد الطيارين الذين شاركوا بالمهمة واسمه العقيد ايلان رامون أصبح مشهورا على مستوى عالمي لأنه أصبح أول رائد فضاء اسرائيلي، وقتل حين تحطم المكوك الفضائي "كولومبيا" حين دخوله المجال الجوي الأرضي.
كانت مهمة الطيران لمسافة 2000 كيلوميتر والعودة فوق أراض معادية تشكل تحديا لطيارين يقودون طائرات مثقلة بالقذائف وخزانات الوقود الاضافية.
كانت طائرات ف-16 ذات المقعد الواحد قد خدمت في الولايات المتحدة بضعة سنوات وكانت قد وصلت الى اسرائيل قبل أقل من سنة، وكان الطيارون الاسرائيليون قد تلقوا تدريبات في الولايات المتحدة.
قال الطيار "أ": "لم نكن قد قمنا بأكثر من 100 طلعة جوية في طائرة من طراز ف-16، وهذا ليس كثيرا. لم نكن ندرك بعد كل مزاياها وحدودها، كنا لا نزال في طور التدريب". مهمة التحديات
كان الطيار "ب" قلقا بسبب المدرج في المطار الكائن في صحراء سيناء، وقال لنا : " كنت غير متأكد من ان المدرج سيكون ملائما للاقلاع مع حمولتنا الثقيلة".
ولكن الطائرات الثمانية أقلعت بسلام مع الطائرتين اللتين رافقتهما في حوالي الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي.
قال الطيار "أ": "بعد الاقلاع أمامك 90 دقيقة من الطيران بدون مهام اضافية، مما يعتبرا تدريبا".
الطيار "ج" يتذكر كيف رأى المفاعل يلمع في أشعة الشمس بالرغم من أن العراقيين غطوا قبة المفاعل بالطين للوقاية من غارة جوية ايرانية محدودة الخريف الماضي.
خلال دقيقة واحدة أفرغت القاذفات الثمانية حمولتها، ومنذ تلك اللحظة كانت المهمة هي مراوغة المقاومات الأرضية كما قال الطيار "ج".
كان هم الطيارين العودة الى قواعدهم، فلم يكن لديهم من الوقود ما يكفي لاشتباك.
حينما حطت الطائرات على مدرج مطار اتسيون في سيناء كان بحوزة كل منها 450 كيلوجراما من الوقود. لم يعد هناك سر
العقيد راز يتذكر انهم تنفسوا الصعداء وأحسوا بالسرور وتعانقوا بعد أن حطوا بطائراتهم سالمين، ولكن كان على الاحتفالات ان تنتظر لحين عودة الطيارين الى قواعدهم.
يقول راز: "حتى بعد عودتنا لم يكن لدينا وقت للاحتفال، فقد طرنا الى تل أبيب لتقديم تقرير، مع انه لم يكن هناك أي شيء محدد لنقوله، حيث نفذنا المهمة حسب الخطة. المخططون والمحللون هم الأبطال الحقيقيون لهذه المهمة".
الطيار "أ" لا زال مسرورا للتكاليف البسيطة للمهمة، وقال:"بضعة ملايين من الدولارات، أي تكلفة يوم من التدريب الجوي".
لم يخبر العقيد راز عائلته بالمهمة حين عاد الى المنزل ذلك المساء، وشعر بالغضب لاحقا حين علم أن أربعة من زملائه الطيارين أخبروا زوجاتهم حتى قبل تنفيذ المهمة، ولا يرى راز في هذا انتهاكا للاعتبارات الأمنية فقط، بل يعتقد انه من الخطأ وضع هذا العبء على العائلة.
وكان رئيس الأركان الاسرائيلي في ذلك الوقت رافائيل أيتان قد أخبر الطيارين الذين قاموا بالمهمة ان اسرائيل لن تعترف بانها قامت بالغارة، لذلك استغرب راز كما يقول حين سماعه الاذاعة الاسرائيلية في اليوم التالي تعلن مسؤولية اسرائيل عن تدمير المفاعل.
لا أحد يعرف ان كانت اسرائيل ستننجح في انكار مسؤوليتها عن الغارة، خاصة ان الطائرات كانت تحمل الشارات الاسرائيلية.
العقيد راز لا يستبعد أن يكون هناك هدف سياسي داخلي من الاعلان عن مسؤولية اسرائيل عن الغارة، فعلى سبيل المثال كانت هناك انتخابات خلال أسابيع من تنفيذ الغارة. > "من أجل جدي"
بقي دور العقيد راز في المهمة سريا الى أن بدأت صواريخ سكود العراقية تسقط على اسرائيل عام 1991. عنها طلب اليه التحدث عن مهمته، لرفع معنويات الاسرائيليين.
أما الطيار "ب" فقد رأى مهمته في المنام بعد مرور عدة سنوات ولكن لم يكن لها تأثير على حياته المهنية.
الطيار "ج" يقول ان الحياة بعد المهمة سارت بشك اعتيادي، وانه عاش تجارب أكثر اثارة عام 1982 فوق لبنان، من ضمنها اسقاطه طائرة ميج.
"لقد سارت الحياة بعد المهمة بشكل اعتيادي" الطيار "ج"
يحتفل العقيد راز وزملاؤه بتنفيذ المهمة كل سنة ويروون عنها للطيارين الشباب.
في شهر يوليو/تموز القادم سينضم الطيارون الذين نفذوا المهوة الى طيارين اخرين في قاعدة جوية للاحتفال بمرور 25 عاما على تنفيذ المهمة.
ستستمر النقاشات حول مدى التهديد الذي كانت تشكله العراق لاسرائيل، ولكن جميع الطيارين مقتنعون انهم حاربوا لدرء خطر مميت عن بلادهم.
قال الطيار "ج" : " كنت مقتنعا انني حتى لو لم أعد من المهمة فانني أكون قد ساهمت في درء هولوكوست اخرى، وأنني كنت مدينا لجدي الذي فقد حياته في الهولوكوست بذلك".
أما الطيار "أ" فقال : "أنا شخصيا لم أربط المهمة بالهولوكوست ولكني كنت أعرف انها مهمة شديدة الأهمية لاسرائيل. لاحقا حصلت خلافات في المجتمع الاسرائيلي حول لبنان، ولكن لا أحد طرح علامات استفهام حول شرعية تدمير المفاعل النووي العراقي."

No comments: