Monday, May 23, 2011

بلد كافيهات…صحيح !!!


“و الأن إليكم جولة لمعالم مصر..الرائعة فمثلا الكافيه ….. يقع على ضفاف النيل و الذى يتميز بالطعام الرائع و الجو البديع أما هذا الكافيه….فيقع فى قلب نادى…. و الذى يعطيك إحساس بالجو العائلى و بالطبع يمكنك بعد الاكل ممارسة الرياضة …و لقد عرف عن القدماء المصريين حبهم الشديد للكافيهات و الذى توارثته الأجيال”

مم كفايه كده عشان أنا عارفه إنى سرحت بيكم شوية و لكن عليكم أن تسبحوا فى بحر تخيلاتكم زى ما بيقولوا و إتصور مصر بعد 4 أو 5 سنين و لا حاجة….مم بلد كافيهات و لا لأ!! إننى لا أبالغ و لكنننى أتصور إنى ماشية أتكعبل فى كافيهات و إن بعد كام سنه ستتحول مصر إلى كافيه كبير..كل واحد له منضدته محجوزه فيه…و بالطبع فكك باه من الأهرامات و أبو الهول و الحدائق العامة و هتبقى مصر بلد الكافيهات…الله عليكى و ندخل موسعة جيمس بما تملكه مصر من عدد فى الكافيهات…إننى لا أسخر و لكننى أود ان أقول و أصحح القول أن ” الكافيهات هى التى تزحف على مصر” و ليست “الهجرة الداخلية”. …و طبعا عشان مندخلش فى مشاكل إننى لا أوجه أى إتهام لاى صاحب كافيه و لا احاول أن أقطع عيش أى حد و لكن للكافيهات حدود…أقصد للصبر حدود!!… اه عشان الإحتياط واجب لو حز الموضوع ده فى نفسية أى مصرى..أنا بتكلم عن اى مجتمع أو بلد تملك هذا الإسطور الكافترى الرائع و لأنى شاهد عيان فلا أستطيع التحدث إلا عن مصر….بلدى الحبيبه

سبوبة حلوه …مننكرش

طبعا إننى لا ألوم أصحاب الكافيهات و لا أوجه إليهم أصابع الإتهام حول إنتشار الكافيهات و المطاعم فى مصر زى إنتشار المتسولين فى الشوارع و لكنهم إستغلوا طبيعة الطبقة العريضة من المجتمع المصرى,…أقولك إزاى الشعب المصرى بطبيعته شعب ذواق و نفسه ضعيفة أمام الأكلات اللذيذة و السبب التانى إن المصرين يموتوا فى الأنتخة…يعنى يتسلطنوا قوى من الأقعدة و البص على التليفزيون مع شوية بقى إيه.. أطعمة تخلى الجو فله…. و طبعا إنتشر الموضوع بشكل واسع و أصبح كل من يحاول إنجاح مشروع …يعمله كافتريا و لا مطعم و على بركة الله…و أخذ شبح الكافتريات و المطاعم يزحف على كل شئ فى مصر….ماشى يا سيدى مش هضلمها أوى بس أكبر دليل …هل تستطيع مشاهدة النيل صافى كده اه من غير كافيه قدامك ووراك و أنوار المطعم هتعمي عينيك حتى مفيش حته منها تبص على النيل…متهيالى كده كفاية!!

إنتى بتروحى كافيه إيه؟

لم تعد تستطيع ان تميز كل طبقة إجتماعية فى مصر من خلال مثلا السؤال المعتاد زى إنت ساكن فين؟ فى المعادى و لا الزمالك و لكن تغير السؤال مع تغير الزمن و تقف بألاطه و تقول “مم إنتى بتروحى كافيه إيه؟”…مش بقولك الكافيهات و المطاعم سيطرت حتى على طريقة تفكيرنا..يعنى مثلا لو رايحة كافيه ” “..بلاش أسماء لحسن يفتكروا إعلان يبقى إنتى من عيلة و هاى لايف و لكن لو رحتى باه كافيه عادى كده فى وسط البد و لا فى أى مكان..”مم ياي بس ده بلدى أوى” و تبدأ النظرة تتغير بعض الشئ. و الأهم من كل ذلك و اللى بيفرسنى و بيحز فى نفسيتى عرض الأزياء..و خاصة عندما أنظر إلى الفتيات و هم داخلين شلة كده مع بعضيهم للكافيه..ترى كل ما يسر العين ما شاء الله…البنت تبقى على سنجة عشرة طبعا الماكيب الرائع و الشعر اللى لسه معمول عشان باين و لسه متأثرش بجو القاهرة…و البنطلون و الشنطة من تيفولى و الطالو (الجزمة اللى بكعب يعنى) و كفاية كده عقد و تدخل الكافية و كأنها ماشية على الريد كاربت فى مهرجان “كان”. و عشان برضه لزوم الشياكه لازم يكون فيه منعم تشارج (قصدى منمم شارج) عشان الشارج العالى للناس العالية و الشارج الواطى للناس ال…مع إعتذارى للجميع. طبعا هتقولوا عليه منفسنه و معقدة و من بتاعت كافيهات و سط البد..لا عادى يعنى بس ما يحيرنى ليه الألاطه ديه و إنتى رايحة تعدى على كرسى…و بعيدا عن جذب الانظار و كل المواضيع الأخرى التى لا أحب أن أتطرق إليها و لكن ما هو إلا كرسى مع إختلاف الشكل طبعا اللى هتعدى عليه. و على رأى المثل “ولا يقاس البنأدمين إلا بالمنمم شارج”.

بجد ديكور تحفة و منظر يجنن:

كنت جالسة مع إحدى صديقاتى فى كافيه على النيل و قالت ” المنظر من الكافيه تحفة و الديكور يهوس..أورجينال خالص” لا تتوقع منى أن أسخر عشان ديه برضه صاحبتى و لكن قولها ” المنظر من الكافيه” إستفزنى بعض الشئ على أساس إن الكافيه اللى جنبه و اللى جنبه مش ليهم نفس المنظر!!؟..و لا على اساس إن صاحب الكافيه إشترى حته من النيل و نقلها فى مكان تانى علشان كده المكان تحفه..على الرغم من أن الكافيه هو الدخيل على النيل و ليس العكس صحيح. نيجى باه لموضوع الديكور “الأورجينال” بالطبع هى مظلومه فى الموضوع ده عشان الديكورات عادة ما تكون رائعة و يتسابق كل كافيه فى إبداء ديكوراته الرائعة..و لكن هذا لا يجعلنا نذهب كل مرة إلى كافيه جديد لمجرد ديكوراته الرائعة وكأنها معالم القاهرة و اللى يفرس باه و يرفع الضغط لو حاطط صورة للأهرام و لا مصر القديمة و لا لخان الخليلى و الناس تعجب بالصورة أوى..طيب متشد حيلك كده و و تروح تشوفهم على الطبيعة!!!

النبى عربى:

بجد انا بنت كول و كل حاجة و مثقفة و الحمد لله و لا تظن إننى أتطرق لموضوع الأسماء “الأجنبى” لا سمح الله عشان أنا جهله و لكنه مستفز بعض الشئ، يعنى مثلا وجود مختلف المطاعم و لا نص المطاعم فى مصر تحوى على أسماء أجنية إيشى فرنساوى و إنجليزى و حتى الألمانى مسلمش منا…طيب و بعدين و اللى ميعرفش اللغة ديه ميدخلش و لا عيملوله إختبار لغة على الباب…بالطبع إننى أعلم أن كل مطعم ينفرد بالإسم التى تعبر عنه البلد يعنى مثلا لو صينى يبقى أكلات صينية و هكذا و لكن تعملوا إيه فى مطعم عادى بيعمل حجات عاديه و برضه إسم اجنبى…أقولك أنا طبعا ده من باب الألاطة و عشان جمع الزباين و طبعا برضه عقدة الخواجة اللى بطارد كل مصرى ظنا إن كل إسم مطعم أجنبى “دحه” و كل مطعم عربى “كخه”.. ما علينا عشان منزودش فى الكلام لحسن شكلها تتقلب عركة..و برضه إننى لا أود أن تنقلب كل اسماء الكافيهات بالعربى و لكن يجب أن يعبر الشء عن مكنونه..حلوة مكنونه ديه.

عيش عيشة أهلك:

و على غرار الأجنبى و اللى يفرس و ضحك الاجانب علينا و طبعا مالى الفيس بوك من نوادر المصريين..كتابه الاسماء غلط..و ده بيفكرنا بالمثل الشهير “أقرع و نزهى”…فإننى بالفعل أشعر بالشفقة على العديد من الكافيهات اللى بتحاول و لكن بدون جدارة تقليد الأسماء الأجنبى و لكن لسوء حظهم يكتبوها بالخطأ و يبدو المنظر غريب و شاذ و من النوادر التى يضحك عليها الكثيرين..و لذلك إليك نصيحتى اللى طبعا متهمكش…إما أن تعيش عيشة اهلك و تكتب إسم المطعم بالعربى “و بلاش فضايح” أو تأتى بمصحح لغوى…قبل متحط اليافطه و تضحك علينا الأجانب!!

النادى ما هو إلا كافيه على مساحة خضراء:

يبدو أن بعض النوادى لقيت إن الرياضة مش جايبه همها فقررت ان تمشى مع الموجة و إشمعنا هى يعنى؟ و تحول النادى الرياضى إلى مجموعه من الكافيهات و كل ركن له كافيه الخاص…و برضه عشان الإحتياط إننى لا أتحدث عن نادى بعينه. و إليك ما يحدث…لقد تقلصت المساحات المخصصة للرياضة و إتسعت المساحات الخاصة بالكافيهات…و طبعا ده سعده و هناه صاحب الكافيه اللى فى النادى…أقولك ليه لأن العائلات سوف تلتقى تأكل حاجة على مئوسوم ثم يجلها حالة النشاط و تعمل حبة رياضة حلوين كده برضه تحية للنادى و بعدين تأكل تانى و بدل ما تبقى أكله واحده هتبفى اكليتين..و الأولاد اللى مهدود حيلهم طول النهار جرى و طنتيت أول كلمة سينطقوها “جعانين” ممم يا سلام على المصريين الفتكين..أه إنا ولا بنق و لا بأر و لا حاجة و ربنا يزيدك و يبارك و خمس و خميسه.و خلى بالك طبعا من حرقت الدم عشان لزوم الخسسان زى يافطة “ممنوع اصطحاب الماكولات من بره “!!؟ااااااانا حر.. هو ده نادى و لا تهيألى..

مالها الأرض:

طبعا الجملة ديه فأجات الجميع و كأن طلبت منهم المكوث فى إحدى الحظائر و لكن أريد أن أذكرك بحدائق مصر الرائعة من حديقة الأزهر و الأماكن الرائعة الأخرى…إيه المشكلة و جميعنا يمتلك عقدة الخواجة يروح زى الشاطر معاه “البسكيت” فيه “الكيك” و يعقد على الأرض فى حديقة الازهر..اه على الفكرة الاجانب بيعملوا كده كل سانداى..مش تأليف منى و لا حاجة..طبعا هتقولى الأرض “مش نضيفة” لا نضيفة و خاصة فى الاماكن الجيدة و الحدائق التى تلاقى الكثير من الإهتمام…أه و كمان موضوع الناس “الياى” أو “البيئة” بلاش يا سيدى شوفلك حته أورجينال و إنفرد بيها إنت و صحابك..و تطلع إلى جمال مصر و خضرتها و شم نفس طبيعى بدل نفس الشيشة و التكيفات..كفاية عشان شكلى بدأت أخنقكم؟..لا برضه هكمل…

إحنا مش جاين نشاهد فى جمال الكافيه:

طبعا تأخذ الكثير من الوقت فى جمع الأصحاب و لم شملهم و ليس لمشاهدة جمال الكافيه و روعته..إننى لا أبالغ و لكن كلما شاهدة مجموعة من الاصدقاء جالسين …اسمعم و الله من غير قصدى يتحدثون عن جمال الكافيه و هو أد إيه شيك و تحفة و كول..على الرغم إنهم إتشيكوا و إتجمعوا عشان هما أصحاب ..من أجل أن يستمتعوا بالتحدث مع بعضهم البعض و الإطمئنان على بعض…إلا إنهم يقضون الوقت لمشاهدة جمال الكافيه و لا بلاش “جمال” ديه….و ما يزيد الطين بله إنهم يقفوا عند أى سور و لا حتى عمود و يتصوروا و ياخدوا بوظات بالعبيط فى أرجاء الكافيه و كأن الكافيه المتحف المصرى و لا شئ نادر وجوده يجب أن يحظى بتسجيل الكاميرات…

خلاص مصر فضية:

و طبعا و كأن الكافيه دار الأوبرا و لا مكتبة إسكندرية تلاقى الزحام حتى إنك لا تستطيع أن تركن عربيتك و لازما و لا بد تكون حاجز أقبلها بإسبوع…على إيه يعنى؟..أوك ممكن فعلا يكون كافيه رائع و لكن لماذا هذا الزحام الغير مبرر؟…خلاص مفيش أماكن فى مصر تانيه.متتمشوا على النيل و لا ترحوا خان الخليلى و لا على البحر و لا أى حته..هو مش الهدف من الخروج الإستمتاع و تلاقى أصدقائك ولا الإستمتاع بالشو “الإستعراض” أمام الاصحاب و النظر إلى جمال الكافيه.

إننى على علم إن معظم أصحاب الكافيهات عايزين يكسروا دماغى و يعتقدون إنى أشن حمله عليهم و لكن أحب ان اطئنهم إن اللى المصريين اكيلة و كمان الحبيبة كتيره و اللى يحب يروح الكافيهات مش نسبة قليله. و لكنى أحب أن أرصد بعض سلوكياتنا الغريبة و إتضاح الأمر قبل أن يتفاقم الأمر و تنظر إلى السماء و ترى إحدى الكافيهات الجديدة..اه باى باه لحسن سمعت إن فيه كافيه جديد فتح!!!

بقلم / علا محب

No comments: